الدببة القطبية حيوانات منعزلة، باستثناء الإناث التي تحمل أشبالها أو التي تقضي فترات قصيرة خلال موسم التزاوج. وهي في الأساس صيادة للفقمة، وتعتمد على الجليد البحري كمنصة لصيد الفقمة من خلال الانتظار عند فتحات تنفس الفقمة أو اقتحام أوكارها. الدببة القطبية سبّاحة ممتازة، وقادرة على قطع عدة أميال بحثًا عن الطعام، وقد لوحظت وهي تسبح مئات الكيلومترات من الأرض.
تربية
تتزاوج الدببة القطبية على الجليد في أواخر الشتاء وأوائل الربيع. وتتأخر عملية الزرع لدى الإناث، حيث لا تبدأ البويضة المخصبة في النمو إلا بعد أشهر، مما يضمن تزامن الولادة مع موسم صيد الفقمة. وفي الخريف، تدخل الإناث الحوامل أوكار الأمومة المصنوعة في الثلوج، حيث تلد عادة شبلاً أو اثنين خلال أشهر الشتاء. وتبقى الأشبال مع أمهاتها لأكثر من عامين، حيث تتعلم خلالهما المهارات الأساسية للبقاء على قيد الحياة في القطب الشمالي.
صفات
تتمتع الدببة القطبية بعدة تكيفات تجعلها ملائمة للحياة في المناخات الباردة. ففرائها السميك، الذي يبدو أبيض اللون ولكنه في الواقع شفاف، يوفر لها التمويه ضد الجليد والثلج، بينما يمتص جلدها الأسود الحرارة من الشمس. وتوفر طبقة من الدهون يصل سمكها إلى 11 سم (4.3 بوصة) العزل واحتياطيات الطاقة. وللدببة القطبية أقدام كبيرة تشبه المجداف تساعدها في السباحة، وحاسة الشم لديها حادة بشكل غير عادي، مما يسمح لها باكتشاف الفقمة على بعد كيلومتر تقريبًا وتحت عدة أقدام من الثلج المضغوط.
تاريخ
يُعتقد أن الدببة القطبية انفصلت عن الدببة البنية (Ursus arctos) منذ ما بين 150 ألفًا إلى 600 ألف عام. وتشير الدراسات الجينية إلى أن الانفصال كان على الأرجح بسبب عزلة مجموعة من الدببة البنية أثناء فترة التجلد ثم تكيفها مع البيئة الجليدية في القطب الشمالي.
الحالة الحالية
تصنف منظمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الدببة القطبية على أنها معرضة للخطر بسبب فقدانها المستمر لموائلها الجليدية البحرية نتيجة لتغير المناخ. ومع ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي، يتشكل الجليد البحري في وقت لاحق ويذوب في وقت مبكر، مما يقلل من الوقت المتاح للدببة القطبية للبحث عن الطعام. وقد أدى هذا إلى انخفاض في حالة الجسم ومعدلات البقاء على قيد الحياة وحجم السكان في بعض المناطق.