الخنافس الروثية هي مجموعة متنوعة من خنافس الجعل التي تتغذى وتتكاثر في روث الثدييات، وتُظهر سلوكيات مثل التدحرج، أو الحفر، أو العيش داخل الروث. وهي تختلف كثيرًا في الحجم والشكل واللون — فبعض الأنواع صغيرة وناعمة، وأخرى ضخمة وذات قرون — مما يعكس تنوع البيئات والأنماط الحياتية.
تُظهر الخنافس الروثية ثلاث استراتيجيات بيئية رئيسية: المتدحرجة (تشكل الروث إلى كرات وتدحرجه بعيدًا)، والحافرة (تدفن الروث أسفل أو بجانب الكومة)، والساكنة (تعيش داخل كومة الروث). وهي تكون نشطة في الغالب عند الغسق أو ليلًا في العديد من المناطق، وتستخدم الإشارات الشمية لتحديد موقع الروث من مسافات بعيدة، وتقدم خدمات بيئية رئيسية — مثل إعادة تدوير المغذيات، وتهوية التربة، ودفن البذور، وتقليل أعداد الطفيليات وذباب الآفات.
التكاثر
تتمحور عملية التكاثر حول الروث: حيث يقوم البالغون بتحضير غرف حضانة (إما بدفن الروث أو بوضع البيض داخل كرات من الروث)، وتضع الإناث البيوض هناك وتزوّد اليرقات بالروث. تنمو اليرقات على هيئة ديدان داخل هذه الكتل الحاضنة، وتمر بمراحل متعددة قبل أن تتحول إلى شرانق؛ وتختلف مدة النمو حسب النوع، ودرجة الحرارة، وجودة الروث.
الخصائص
من الناحية الشكلية، تمتاز أجسامها بأنها مدمجة وغالبًا ما تكون محدّبة، وتملك أرجلًا أمامية قوية تشبه المجارف للحفر، وقرون استشعار صفائحية (تنتهي بألواح) لاستشعار الروائح. وتُظهر العديد من الأنواع ازدواج الشكل الجنسي — فقد يمتلك الذكور قرونًا أو تراكيب بارزة تُستخدم في التنافس أو حراسة الأنثى — بينما تتراوح ألوانها بين البني الباهت، والأخضر المعدني، أو أنماط ملونة متنوعة.
التاريخ
لخنافس الروث تاريخ تطوري عميق ضمن فصيلة الجعل (Scarabaeoidea)، مع وجود أحافير تعود لعشرات ملايين السنين؛ وقد تنوعت جنبًا إلى جنب مع الثدييات عندما أصبحت الروث مصدرًا متاحًا. وتحمل هذه الخنافس أهمية ثقافية (مثل الجعارين في مصر القديمة)، وقد تمت دراستها على نطاق واسع من حيث علم البيئة، والسلوك، ودورها في النظم البيئية.
الحالة الحالية
لا تزال العديد من أنواع خنافس الروث شائعة ومنتشرة على نطاق واسع، لكن بعضها يتراجع بسبب فقدان الموائل، وتغيرات في إدارة الماشية، والاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية (وخاصة الأيفرمكتين الذي يلوث الروث)، وتناقص أعداد العواشب الكبيرة المحلية، وتغير المناخ. وتشمل جهود الحماية الحفاظ على الموائل الطبيعية، والحفاظ على أعداد العواشب الكبيرة، وتقليل بقايا الأدوية البيطرية في الروث، وحماية الأنواع المهددة أو إعادة إدخالها بشكل مستهدف.