
قرد العواء
قردة العواء هي من الرئيسيات الكبيرة في العالم الجديد، مشهورة بنداءاتها العالية جداً والمنخفضة التردد، التي تنتجها حجرة اللامي المتضخمة في الحلق، ويمكن سماعها على بُعد كيلومترات داخل الغابة. تعيش غالباً في الأشجار وتتغذى بشكل أساسي على الأوراق، وتتحرك ببطء ضمن مجموعات إقليمية صغيرة، وتستخدم ذيلها القابل للإمساك كطرف خامس.
الاسم العلمي
Genus Alouatta
السلوك
قردة العواء نهارية وشجرية بدرجة عالية، تقضي معظم يومها في التغذية والراحة والتنقل ببطء عبر قمم الأشجار. تشتهر بنداءاتها الصاخبة (التي يصدرها الذكور بشكل أساسي) وتُستخدم للدفاع عن الأراضي والمسافات بين المجموعات؛ أما باقي حياتها الاجتماعية فتتمحور حول العناية المتبادلة، والروابط القوية، والتنقل المنسق داخل النطاق الخاص بالمجموعة. يختلف حجم المجموعات وبُنيتها الاجتماعية باختلاف الأنواع والموائل، وغالبًا ما تتكون من مجموعات صغيرة متعددة الذكور والإناث، أو مجموعات ذات ذكر واحد، مع ترابط مستمر على مدار العام.
التكاثر
يختلف توقيت التكاثر حسب المنطقة وتوفر الغذاء؛ وتُظهر العديد من المجموعات ذروات موسمية مرتبطة بالأمطار. تلد الأنثى صغيراً واحداً بعد فترة حمل تتراوح بين 5 إلى 7 أشهر؛ تُحمل الصغار وتُرضع من قبل الأم، وتبدأ بتناول الطعام الصلب لاحقاً، وتُفطم عادةً في حوالي عام واحد. يصل الصغار إلى النضج الجنسي بعد عدة سنوات (غالباً بين 3 و4 سنوات)، وتتأثر الفترات بين الولادات بالتغذية والتوتر الاجتماعي، وتكون عادةً بين 1.5 إلى 2.5 سنة.
الخصائص
لقرود العواء أجسام قوية (يختلف الحجم والوزن حسب النوع)، وذيول قابلة للإمساك طويلة مع بقعة عارية للإمساك، وجماجم عريضة تحتوي على عظمة لامية موسعة تضخم نداءاتها. جهازها الهضمي مُتكيف مع نظام غذائي غني بالأوراق — من خلال أمعاء متضخمة وتخمير ميكروبي — مما يؤدي إلى انخفاض في مستويات النشاط وبطء في الأيض مقارنةً بالقرود التي تعتمد أكثر على الفواكه. يظهر اختلاف جنسي في الحجم، وأحياناً في الفراء؛ وغالباً ما يصدر الذكور النداءات الأعلى صوتاً.
التاريخ
تطورت قردة العواء في المناطق الاستوائية الجديدة وسكنت منذ زمن بعيد الغابات المنخفضة والجبلية من المكسيك عبر أمريكا الوسطى إلى أمريكا الجنوبية. كان السكان الأصليون يعرفونها ويصطادونها أحياناً؛ ومنذ الاستعمار الأوروبي، تغيرت مناطق انتشارها بسبب إزالة الغابات، والزراعة، وبناء الطرق، مما أدى إلى تجزئة المجموعات وتغيير في النظم البيئية المحلية.
الحالة الحالية
يختلف الوضع الحفظي حسب النوع — من "غير مهددة" لدى الأنواع واسعة الانتشار إلى "مهددة" أو "معرضة للخطر" لدى الأنواع محدودة النطاق (تشمل التهديدات فقدان الموائل وتجزئتها، الصيد، والموت الناتج عن الطرق). تركز إجراءات الحماية على الحفاظ على المواطن الطبيعية، وإنشاء ممرات بيئية، وإشراك المجتمعات المحلية للحد من الصيد، ومراقبة أعداد القردة وتأثيرات الأمراض.