
قرد البابون الزيتوني
قرود البابون الزيتوني هي قرود كبيرة من العالم القديم تعيش على الأرض، لها فراء بني زيتوني، وخطم طويل يشبه الكلاب، وأنياب بارزة. تعيش في جماعات كثيفة وملحوظة، وتُظهر قدرة عالية على التكيف في مجموعة واسعة من المواطن الطبيعية، من السافانا إلى الغابات وحواف المناطق الزراعية.
الاسم العلمي
Papio anubis
السلوك
قردة البابون الزيتوني اجتماعية للغاية ونهارية، وتعيش في جماعات متعددة الذكور والإناث (من عشرات الأفراد إلى أكثر من 100)، مع هرمية معقدة للسيطرة لدى كلا الجنسين. تعيش غالبًا على الأرض، لكنها تتسلق الأشجار أو تنام على المنحدرات للاحتماء. تشمل وسائل التواصل لديها: النداءات الصوتية، تعابير الوجه، العناية المتبادلة (تنظيف الفراء)، تحديد الروائح، وعروض التهديد الطقسية. تتغذى على نحو انتهازي ومتعدد، فتأكل الفواكه، البذور، الجذور، الحشرات، الفقاريات الصغيرة، المحاصيل الزراعية، بل وتلجأ أحيانًا إلى التقمم عند توفر الجيف.
التكاثر
قد تكون دورة التزاوج موسمية أو انتهازية، وذلك بحسب المناخ المحلي وتوفر الغذاء. تصل الإناث عادة إلى النضج الجنسي في عمر 3 إلى 5 سنوات، أما الذكور فمتأخرون أكثر. تدوم فترة الحمل حوالي ستة أشهر (165–180 يومًا تقريبًا)، وعادةً ما تلد الأنثى صغيرًا واحدًا. تتولى الأم الرعاية الأساسية، وغالبًا ما يشارك أفراد آخرون في الجماعة في رعاية الصغير (رعاية جماعية). يتنافس الذكور بشدة على فرص التزاوج، ويمكن أن تؤدي تغييرات السيطرة الذكورية إلى خطر قتل الصغار في بعض المجموعات.
الخصائص
يُظهر قرد البابون الزيتوني تمايزًا جنسيًا واضحًا؛ فالذكور البالغة أكبر حجمًا ولها أنياب أطول من الإناث. وتشمل السمات الشكلية: فكًا قويًا مع بروزات على الوجنتين، وأطرافًا أمامية طويلة للحركة على أربع، وذيلًا طويلًا (غير قابل للإمساك)، وجيوبًا في الخد لتخزين الطعام مؤقتًا. وتُعد قدرته على تنويع نظامه الغذائي، وحل المشكلات، وجرأته من أسباب نجاحه في البيئات المتغيرة أو المتأثرة بالأنشطة البشرية.
التاريخ
تجولت قرود البابون الزيتوني في معظم مناطق إفريقيا جنوب الصحراء على مدى آلاف السنين، وظهرت في السجلات الأثرية والتاريخية، حيث كان لها تأثير وتفاعل مع المجتمعات البشرية. وقد أدت قدرتها على استغلال المحاصيل الزراعية والنفايات إلى تزايد التفاعل بين البشر والبابون منذ بدء التغيرات في استخدام الأراضي.
الحالة الحالية
صُنفت قرود البابون الزيتوني على أنها "أقل قلقًا" من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) على مستوى الأنواع، بفضل انتشارها الواسع وعددها الكبير. ومع ذلك، تعاني العديد من المجموعات المحلية من فقدان الموائل، والاضطهاد باعتبارها آفات زراعية، والصيد، والأمراض. وتشمل أولويات الحفظ تقليل الصراع بين الإنسان والحياة البرية، وحماية ممرات الموائل، ومراقبة انتقال الأمراض بين الحيوانات والبشر والبابون.