
أورانغوتان سومطري
يُعد الأورانغوتان السومطري من القردة العليا ذات الفراء البني المحمر والأذرع الطويلة، وهو متكيف مع حياة شبه كاملة فوق الأشجار في غابات سومطرة المنخفضة والجبلية. يتغذى بشكل أساسي على الفواكه ويميل إلى العيش الانفرادي أكثر من باقي القردة العليا، ويستخدم مدى ذراعيه الطويل للوصول إلى الطعام والمشي الحذر على الأغصان لبناء أعشاش ورقية للنوم كل ليلة.
الاسم العلمي
Pongo abelii
السلوك
يعيش الأورانغوتان السومطري بشكل رئيسي فوق الأشجار ويُعد انفراديًا إلى حد كبير؛ حيث يحتفظ الذكور والإناث البالغون بمناطق معيشة تتداخل جزئياً، بدلاً من العيش في جماعات مترابطة. تحدث اللقاءات الاجتماعية غالبًا عند الأشجار المثمرة أو بين الأمهات وصغارهن المعتمدين. يتمتع هذا النوع بذكاء عالٍ — يستخدم الأدوات (مثل العصي والأوراق)، ويبني أعشاشاً معقدة للنوم كل ليلة، ويتواصل من خلال نداءات طويلة (الذكور) أو أصوات ناعمة، كما يظهر اختلافات ثقافية في طرق البحث عن الطعام واستخدام الأدوات بين المجموعات المختلفة.
التكاثر
تبدأ الإناث بالتكاثر في سن متأخرة نسبياً وتتمتع بفواصل طويلة بين الولادات (عادةً 6–8 سنوات)، مما يعكس الرعاية المكثفة التي تقدمها الأمهات. تدوم فترة الحمل حوالي 8–9 أشهر، وتلد الأنثى عادةً صغيراً واحداً. يبقى الصغير معتمداً على أمه لعدة سنوات، يتعلم خلالها البحث عن الطعام، وبناء الأعشاش، والمهارات الاجتماعية — الأمر الذي يساهم في بطء تعافي أعداد السكان.
الخصائص
للأورانغوتان السومطري أذرع طويلة جداً، وأيدٍ وأقدام منحنية تساعده على التنقل المعلق، وقوة قبضة عالية. قد يطوّر الذكور البالغون وسائد خدّية (شقوق) وأكياساً حلقية تُستخدم في العروض البصرية والصوتية. يتكوّن نظامهم الغذائي أساساً من الفواكه الناضجة، ولكنه يشمل أيضاً الأوراق، واللحاء، والحشرات، وأحياناً طيوراً أو ثدييات صغيرة؛ وتتراوح أعمارهم في البرية عادة بين 30 إلى 45 عاماً.
التاريخ
تعيش هذه الأورانغوتانات في شمال سومطرة فقط، وكانت تحتل في السابق غابات متصلة في المناطق المنخفضة والمرتفعة. لكن منذ القرن العشرين، أدى ازدياد عمليات قطع الأشجار، والتوسع الزراعي (خاصة زراعة نخيل الزيت)، وبناء الطرق، والصيد إلى تقطيع أوصال موائلها وتقليص مساحتها. وقد ازداد الاهتمام العلمي وجهود الحماية في أواخر القرن العشرين مع تسارع تدهور أعدادها، مما أدى إلى تنفيذ برامج الإنقاذ وإعادة التأهيل وتوسيع المناطق المحمية.
الحالة الحالية
يصنف نوع Pongo abelii على أنه مهدد بخطر الانقراض الشديد بسبب فقدان الموائل السريع، والتجزئة، والصيد غير القانوني، والصراعات بين الإنسان والحياة البرية؛ حيث أن أعداده صغيرة ومجزأة وتتراجع في كثير من المناطق. تشمل أولويات الحماية الحفاظ على الغابات وربطها، وتطبيق القوانين بصرامة ضد الصيد والتحويل غير القانوني للأراضي، وتعزيز جهود الحماية المجتمعية، ومواصلة عمليات الإنقاذ وإعادة التأهيل والإطلاق المدروس في البرية.